تأسست الجزيرة بمبادرة من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي رأى حاجة المنطقة إلى قناة إعلامية إقليمية مستقلة وموضوعية وحيادية.
ومنذ اليوم الأول، ما زالت الجزيرة ثابتة على رؤيتها ورسالتها الأصيلة، وهي السعي بجسارة إلى الحقيقة، وأن تكون صوتا لمن لا صوت له. واستلهمت هذه القيم في كل تغطياتها الملتزمة بأساسيات العمل الصحافي وضوابطه.
يرمز شعار الجزيرة: "الرأي والرأي الآخر" إلى قيمها الصحافية الأساسية التي تظهر في نقلها للخبر من كل الزوايا وعرض الآراء على تعددها واختلافها.
الصورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر© 2022
تلتزم قناة الجزيرة بأعلى معايير الصحافة المهنية المنصوص عليها في ميثاق الشرف المهني وقواعد السلوك الخاصة بالشبكة. وتحث هذه المعايير على الالتزام بنقل الخبر بصدق وشفافية، واحترام خصوصيات المتلقين وتنوعهم، وتمكينهم بمحتوى دقيق ومتعمق ومقنع يدعم قيم الحقيقة ويرفع الروح الإنسانية. وتستمر الجزيرة في هذه المهمة رغم التحديات التي تواجه حرية الإعلام في المنطقة والعالم.
إن التزام الجزيرة بالموضوعية والحيادية في تقاريرها وتغطياتها لا يقل عن اهتمامها بحرية الإعلام، وضمان حماية الصحافيين، والدفاع عن حق الناس في الوصول إلى المعلومة وإسماع أصواتهم. وتلتزم الجزيرة بهذه المبادئ رغم المخاطر والتحديات العديدة التي تواجه الصحافيين في مناطق الحروب والتوتر، وفي البلدان التي تحكمها أنظمة لا تؤمن بحرية العمل الصحافي.
التزام الجزيرة بنقل الحقيقة ونقل قصص الناس لمتابعيها وعرضها لكثير من المضايقات والتحديات، من بينها: التشويش على بثها عبر الأقمار الصناعية، وإغلاق مكاتبها وتدميرها، المطالبة بإغلاق قنواتها، ومنعها من التغطية، وتعرض مراسليها والعاملين فيها للمضايقات والسجن والقتل.
الصورة: علي الأنصاري، بإذن من متاحف قطر© 2022
تركز الجزيرة في محتواها الإعلامي الحائز على جوائز دولية على القضايا التي تمس حياة الناس، وتضع الإنسان في قلب تغطياتها الإخبارية، وتسلط الضوء على أثر الأحداث العالمية على المجتمعات والأفراد.
تتميز تغطيات الشبكة بتقديم التقارير والبرامج من المناطق التي لا تهتم بها غالبا المؤسسات الإعلامية الأخرى، وتحرص على إيصال صوت المهمشين والبسطاء.
تأسست وحدة تحقيقات الجزيرة في عام 2011 لإنتاج محتوى استقصائي عميق ومبتكر. أنتجت وحدة التحقيقات بالشبكة محتوى حصرياً فضح الجرائم والفساد في أروقة السلطات. وتمكنت الوحدة من إحداث تغيير واضح في عدد من القضايا التي كشفتها في بلدان مختلفة، كان من تبعاته: استقالة بعض المسؤولين المتورطين فيها، واستعانت بنتائج تحقيقاتها محكمة الجنايات الدولية، ونالت أفلامها الاستقصائية جوائز عالمية مرموقة.
وإن كانت نشرات الأخبار مرآة لما يجري في العالم، والبرامج منصة لعرض وجهات نظر وآراء مختلفة، فإن دور الصحافة الاستقصائية هو كشف الجوانب الخفية في القصة وإظهار حقيقتها.
انعكس تنوع موظفي الجزيرة وتعدد ثقافتهم على التقارير المتميزة التي تنتجها الشبكة، وبانتمائهم إلى أكثر من 90 جنسية، يسهم موظفو الشبكة وصحافيوها في إنجاز تغطيات وتقارير عميقة من أنحاء العالم.
تغطيات الجزيرة ومحتواها الإعلامي يثبتان التزام مذيعي الشبكة ومراسليها الراسخ بنقل الحقيقة والحدث بمهنية واحتراف. ويظهر هذا الالتزام جليا في التغطيات الشجاعة لمراسلي الجزيرة وصحافييها الحائزة على جوائز عالمية.
توسعت الجزيرة في مجال صناعة الوثائقيات لأنها وسيلة مهمة لتقديم محتوى أعمق وأكثر تفصيلاً، وكانت قناة الجزيرة الوثائقية عند انطلاقتها في عام 2007 أول قناة عربية متخصصة في هذا المجال، وقدمت الأفلام التي تنتجها الجزيرة الوثائقية محتوى متنوعاً عَرَضَ صوراً من حضارات الأمم وتاريخ المنطقة وقصصاً إنسانية لشعوبها.
تخضع المادة الإخبارية في الجزيرة لعملية تدقيق صارمة تمس كل مراحل الإنتاج وتبدأ بجمع المعلومات مرورا بكتابتها وتحريرها، قبل أن تبث على الشاشة. وبجهد طاقم عمل متنوع الثقافات والخبرات تعززت قدرة غرف أخبار الجزيرة على تناول الحدث بعمق ومصداقية، وإنتاج مواد فازت بجوائز عالمية.
ومع الحفاظ على استقلاليتها وريادتها،إضافةً إلى الأجهزة الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية، تقدم الجزيرة صحافة متطورة اكتسبت من خلالها شهرة عالمية، وأصبحت مصدرا مهما للمعلومات الموثوقة والخبر الأكيد.
تواصل شبكة الجزيرة الإعلامية توسعها جغرافياً ورقمياً، مع الحفاظ على قيمها المهنية، واستقلاليتها، والتركيز المتواصل على القصص الإنسانية.
وبأكثر من 70 مكتباً في العالم، تقدم الجزيرة محتوى يثقف ويعلم ويلهم بلغات مختلفة وعبر منصات متعددة. أطلقت الشبكة عدداً من المراكز التي أصبحت رائدة في مجالات تخصصها:
واكبت شبكة الجزيرة الإعلامية التطور التقني المتسارع الذي غير صناعة الإعلام وطريقة إنتاج الأخبار وبثها بفضل مبادراتها ومنصاتها المستحدثة، بالتزامن مع بروز منصات نشر المحتوى الجديدة.
بدءاً من إطلاقها موقع الجزيرة نت، رائد المواقع الإخبارية في العالم العربي، توسعت الشبكة رقمياً خلال السنوات التالية لتطلق قنوات ومنصات رقمية مبتكرة حازت على جوائز عالمية مرموقة منها قنوات +AJ والجزيرة بودكاست والجزيرة كونتراست (للواقع الافتراضي والمعزز).
انطلقت +AJ في عام 2014 من مدينة سان فرانسيسكو، بالولايات المتحدة، وهي قناة رقمية موجهة للشباب وحائزة على جوائز عالمية، وتنتج محتوى بأربع لغات (الإنجليزية، والإسبانية، والعربية، والفرنسية)، مع التركيز على تقديم قصص الفئات المهمشة في قوالب إبداعية. تنشر قنوات +AJ محتواها المصور والمكتوب على منصات يوتيوب وفيسبوك وتويتر وإنستغرام، وتصل إلى مئات الملايين من المتابعين في أنحاء العالم عبر قنواتها الأربع.
أطلقت قناة الجزيرة أول سلسلة بودكاست لها في عام 2017، لتصبح أول مؤسسة إعلامية في العالم العربي تدخل هذا المجال. وواصلت تعزيز محتواها بإطلاق منتجات وبرامج مبتكرة ورائدة. وتبث الجزيرة بودكاست اليوم مجموعة متنوعة من السلاسل والبرامج، باللغتين العربية والإنجليزية، لتلبية رغبات مجموعة واسعة من المتابعين. وتغطي مجالات قضايا وموضوعات اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية.
رغم التحديات الكثيرة التي واجهتها الشبكة على مر السنين، إلا أن التزامها بتقديم "الرأي والرأي الآخر" وسعيها الشجاع لنقل الحقيقة لم يتزعزع. الجزيرة التي بدأت بقناة إخبارية وحيدة فريدة من نوعها في العالم العربي، تطورت إلى شبكة إعلامية عالمية، تثبت الجوائز والأوسمة التي تحصدها كل عام تميز منتجها الإعلامي المستقل. وفي عام 2021 احتفلت شبكة الجزيرة الإعلامية بمرور 25 عاما على انطلاقتها، وكان الاحتفاء بيوبيلها الفضي مناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها.
