صالة العرض الرئيسية
الحاضر: مستقبل الأمس
تنطلق شرارة العملية الإبداعية كفكرةٍ في ذهن الفنان، أو جرّاء مشهد عابرٍ يثير إلهامه، أو كلمة تبرز في قلب محادثة ما، لتُفكَك فيما بعد وتُحلَل وتُحوَّل من كيان معنوي إلى عرضٍ بصري أو سمعي. كما لا يعد العمل الفني بالضرورة مجرد مشروع ٍ تطرحه صالات العرض، وإنما هو تجربة فردية مرت بعدة مراحل احتضنها أستديو الفنان، ذلك العالم المليء بالخيال والذي غالباً ما يتحدى الفيزياء والواقع.
يعكس "الحاضر: مستقبل الأمس" أجزاءً من رحلات الفنانين ويطمس جزئياً الخطوط الفاصلة بين عملياتهم الإبداعية والنتائج النهائية، ليسد بذلك الفجوة بين ما تحمله التجارب الشخصية المدهشة والفوضوية والحميمية في الاستديوهات، والعمل الفني الذي تقدمه معارض الفن المعاصر. يركز المعرض على كل من الرحلة والوجهة باعتبار أنهما يُكَمِّلان بعضهما البعض. وفي حين أن بعض هذه الأعمال قد تجيب عن تساؤلات ما، تفحص أخرى العلاقة بين الحالات الحسية والفكرية للفنانين واختيارهم المواد والأشكال والألوان والنُهُج المرئية الملموسة أو المجردة. فـ"الحاضر" أو ما نحن بصدد رؤيته هنا، ليس سوى مستقبل لما كان يعد فكرةً بالأمس.
يكشف المعرض عن مراحل العملية الإبداعية ويقدم مقتطفات من ممارسات الاستديو والأعمال النهائية التي أنتجها 31 فناناً محلياً كانوا قد شاركوا في برنامج الإقامة الفنية في مطافىء ما بين عاميّ 2021 و2023. ويعكس الفنانون بتسليطهم الضوء على عدد من المفاهيم المتداخلة تجارب شخصية واجتماعية، وذلك عن طريق استخدام وسائل مختلفة على غرار الرسومات والمنحوتات ومقاطع الفيديو والصوت والأعمال التركيبية.